الأربعاء، 20 أبريل 2011

طل الملوحي أصغر معتقلة سورية والتهمة الكلام المحرم...



عندما رأت عيناها الدنيا لم تتخيل رغم صرخات الطفولة أن الدنيا بها هذا الكم من الظلم، وعندما بدأت تفهم ما حولها وتتألم لألم المظلومين والمقهورين في كل مكان لم تكن تعلم أنها ستعاني مثلهم بل أكثر من أغلبهم

طل الملوحي الفتاة السورية ، المحكوم عليها بخمس سنوات لأنها نطقت وحاولت الحديث مثلها مثل كل أبي يرفض الظلم آخر ما سجلته على مدونتها كانت سلاماً لأقصانا الأسير أرسلته على ريش الأجنحة محملاً بوصايا الأنبياء، وبكت على دمنا العربي دون أن تدري أن أهلها هم حقاً من سيتربعوا على نعش أسرها في انتظار الفرج لها.

طل الملوحي مدونة سورية من مواليد مدينة حمص ولدت عام 1991 تميزت بالذكاء الشديد وأحبت الكتابة حتى أن كل من قرأ لها ظن انه يقرأ لشخصية تجاوزت الأربعين لوعيها الشديد فيما تكتب.

قررت ان تمشي في سبيل كلمة الحق ، وهكذا كانت رغم العوائق فعلاقتها بأمن الدولة السوري لم تبدأ بمأساة اعتقالها التي حدثت في الـ"27 من ديسمبر" ولكنها بدأت باستدعاءات رجال الأمن السوري لها وهي في الخامسة عشر وذلك حين كتبت لبشار الأسد عبر موقع النادي السوري تقول "كرئيس يحتم عليه منصبه وقف الفساد المستشري"، مذكرةً إياه "بما قطعه من وعود ". ورغم حذف هذه الكلمات من الموقع إلا أنها واصلت طريقها كما قالت بنفسها

" سأمشي مع جميع الماشيين..

لا ولن اقف بلا حراك

لأراقب موكب العابرين بي"

وواصل قلمها المسير والحديث على صفحات مدونتها وواصل الأمن السوري استدعاءه المتكرر لها دون اعتقالها فتم استدعائها لثلاث مرات خلال عام 2007.

انتقلت طل مع اسرتها إلى مصر عام 2007 نظراً لظروف عمل والدها واستمرت إقامتها في مصر حتى عام 2009 وإن عادت إلى سوريا خلال تلك الفترة عدة مرات تم استدعائها خلالهم، وفي شهر فبراير تم استدعائها للسفارة السورية في القاهرة للتحقيق معها وسئلت عن أسماء من تعرفهم عبرالأنترنت من سوريين بالخارج، كما تم تحذيرها من النشر أو الاتصال بمواقع إلكترونية أو صحف، وفي نفس العام وعقب عودة أسرتها لسوريا تم اعتقالها وبالتحديد يوم 27 ديسمبر حيث تلقت استدعاء من اجهزة الأمن السورية بتاريخ 26 ديسمبر، وتوجهت بالفعل إلى مقر الأمن تلبية لهذا الاستدعاء وداهم عدد كبير من رجال الأمن منزل أسرتها في حمص في اليوم التالي لاعتقالها وصادروا جهاز الكمبيوتر الخاص بها وأغراضها الشخصية، وانقطعت اخبار طل تماماً، ولم تفلح محاولات أهلها في سؤال الأجهزة الأمنية عن مصيرها ومكانها منذ ذلك الحين، حتى تم إخبار أهلها بأنها بخير وفقط دون أي معلومات، ثم تلقت والدتها وعدًا من "إحدى الجهات الأمنية" بأن ابنتها سوف يفرج عنها قريبا ،وهو مالم يحدث بالطبع . وانتشرت بعدها شائعات عن مصرع طل تحت وطأة التعذيب، ولكن ناشطون سوريون نفوا هذا الخبر،

وبعد فترة طويلة من اختفائها تجاوزت الثلاثة عشر شهراً نطقت الأجهزة الامنية السورية أخيراً ولكن لوسائل الإعلام فنقل مصدر سوري لموقع شام برس بأن "الملوحي متهمة بالتجسس لصالح دولة أجنبية، لقاء مبالغ مالية"، وأن تلك الفتاة التي لم تتجاوز التاسعة عشر أدلت بمعلومات أدت إلى الإضرار بالأمن القومي السوري"

بينما نقل موقع "دي برس" أن المعلومات ذاتها أدت إلى تعرض ضابط أمن سوري للاعتداء من قبل الجهة الأجنبية التي تجسست طل لصالحها " وذلك وفقاً لما أكده لهم احد المصادر ايضاً، ووضح أحد المصادر تلك الجهة بأنها السفارة الأمريكية بالقاهرة ، تلك التبريرات فسرها الكثيرون بأنها محاولة من النظام السوري من جانب السلطات السورية للتبرير وحفظ ماء الوجه خاصة بعد تضامن العديد من العرب مع قضيتها.

حكم على طل الملوحي قبل ثورة الشعب السوري على الطغيان الذي يعيش في ظله بالسجن لخمس سنوات بتهمة التخابر لصالح جهة أجنبية، ولم يذكر الحكم أن تهمتها الحقيقية هي الكلام في عهد الكلام المحرم، ومع انكسار حاجز الصمت الأمني المفروض وغضب أهلها وثورتهم تنتظر طل الفرج خلف زنازين الطغيان مستبشرة بأصوات الحرية المنطلقة في كل شوارع سوريا بل في كل العالم العربي.

هناك تعليق واحد:

  1. ربي ينصرها قريبا هي وسوريا وكل بلادنا من المشرق إلى المغرب يا هدى ..............سلمت يداكي

    ردحذف

قال تعالى (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))

لنحيا بالقرآن..

TvQuran