السبت، 15 فبراير 2014

الإمام البنا في عيون لاحقيه: الباعث الحقيقي لنهضة الأمة .. ولم يبق بلد إلا دخلته فكرة الإسلام كما فهمها البنا

موضوع قمت بإعداده منذ حوالي العامين تحدثت فيه مع عدد من الشخصيات أحبهم لقلبي الدكتور محمد مرسي ـ الرئيس الشرعي لمصر ـ فك الله أسره كان حديثي معه قبل دخوله للانتخابات الرئاسية بعدة أشهر ولم ينشر على الجريدة التي كنت أعمل بها إلا في ذكرى وفاة الإمام البنا عليه رحمه الله رغم أنه كتب في ذكرى مولده .



الإمام البنا في عيون لاحقيه:  الباعث الحقيقي لنهضة الأمة .. ولم يبق بلد إلا دخلته فكرة الإسلام كما فهمها البنا
  محمد مرسي: الإمام البنا أرسى قواعد النهضة بأن الأمة صاحبة قرارها و تحرير الوطن من كل سلطان أجنبي
                 
 سليم العوا: البنا اهتم بإنشاء الرجال فكان عطاءه في البناء الإنساني أعظم من أي عطاء وبقي فكره لذلك متبعاً حتى الآن

  مدحت الحداد: الشهيد البنا  وضع الأسس والقواعد والمعايير الشاملة والتي على أساسها تنهض الأمم

د. محمد عمارة: أنجز الإمام إنجازاً متميزاً بانتقاله باليقظة الإسلامية من إطار الصفوة لميدان جماهير الأمة  
كتبت ـ هدى التوابتي:
تحدث الكثيرون عن الإمام البنا وعن فكره واتفق الجميع على أنه ذاك الرجل الرباني الذي أحيا وأعاد إلى نفوس الأمة الأمل في نهضتها، فهو مجدد القرن العشرين وهو العالم المجاهد المرابط على ثغور الأمة في كافة الميادين، ولم يختلف أي من المفكرين ولا المثقفين حول الإمام البنا وحول مكانته وأثره على كل من حوله ورغم مرور أكثر من مئة عام على ذكرى مولده إلا أن فكر البنا النهضوي مازال نابضاً بالحياة ومؤثراً في كافة مسارات المجتمع .
تحدث الدكتور محمد مرسي ـ رئيس حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين ـ لـ"أخبار الحياة" عن فكر النهضة عند الإمام البنا مشيراً إلى أن الإمام البنا هو الباعث الحقيقي لنهضة الأمة".
 وقال "مرسي":"الإمام البنا ولا نزكي على الله أحدا صاحب الرؤية الواسعة وصاحب النظرة العميقة وصاحب الفكرة النافذة وهو من أرسى قواعد النهضة بأن الأمة صاحبة قرارها وكان دائما يتحدث عن تحرير الوطن من كل سلطان أجنبي ومازلنا حتى اليوم نقول أن امتلاك الإرادة وتحريرها وأن تكون الأمة صاحبة إرادة مستقلة مازلنا نقول أن هذا من الأسس الحقيقية للنهضة والتنمية".
وأكد "مرسي" أن البنا هو من عرف الناس بمفهوم الحرية طبقا للإسلام ناقلاً قول الإمام :"نحن ندعو الناس إلى الإسلام والحكومة جزء منه والحرية فريضة من فرائضه".
 كما ذكر أن "البنا" هو الذي  تحدث عن الوطن ومفهوم المواطنة للجميع مسلمين وغير المسلمين عندما تُحَكًم الشريعة الإسلامية.
وأشار "مرسي" إلى أن "البنا" هو صاحب النظرة المتوازنة وصاحب الفكر الوسطي والمفهوم الصحيح الشامل للإسلام عند أهل السنة والجماعة.
 وأكد أن "البنا "هو نموذج الداعية للإسلام وللنهضة وللتنمية وللتواصل مع كل شعوب الأرض بالحوار  مضيفاً "كان البنا محاورا فذا يجري الله سبحانه وتعالى الحق على لسانه فهو وسطي النظرة معتدل الفكرة إسلامي حقيقي في نظرته وفكرته".
كما تحدث عن الشمولية في فكر الإمام مشيراً إلى أن "البنا" هو من بعث معاني شمولية الإسلام في الشرائع والشعائر وفي العقيدة وفي المعاملات وفي التطبيقات والسياسة والحكم.
 وقال "مرسي" :"الإمام البنا هو من نفض الغبار من فوق كتب التراث الحقيقية ليظهر ويخرج ما فيها مما استخرجه سلفنا الصالح بالنظرة المتوازنة والقدرة على التمييز وإعلاء قيمة الإسلام الصحيح الكامل".
ولفت "مرسي" في تصريحاته إلى أننا نجني اليوم ثمار النظرة المتوازنة للإمام البنا والتي لم يختلف عليها أحد مشيراً إلى أن المسلمين في كل مكان قدروا جهده وأنهم مازالوا يرون فيه الشخصية المتوازنة وصاحب النظرة العميقة والرؤية الواضحة والعطاء بلا مقابل حسبة لله لمصلحة الأوطان والأمة .
وتحدث "مرسي" عن فكر "البنا" ومدى قدرته على مجاراة أحداث العصر الحالي فقال :"الأستاذ البنا لفت الأنظار ودل الناس على الإسلام الصحيح والفهم الصحيح وبالتالي لا نتحدث عن فكره ولكن نتحدث عن الإسلام وبالتالي إذا فهم الناس الإسلام فهماً صحيحا واخلصوا في تطبيقه في واقعهم فهم كذلك يسيرون في الطريق الصحيح أما الحاجة إلى الرجال تبقى دائما هي  حاجة الأوطان والأمة"
وأشار إلى أن "البنا" كان ممن أكرمهم الله  بالفهم الصحيح، واختصهم بتسطير هذه الصفحات وأعانهم على التطبيق الصحيح لهذه المفاهيم على نفسه وعلى من حوله وعلى الأمة ما استطاع إلى ذلك سبيلا .
وأضاف :" الإمام أنشأ جماعة الإخوان المسلمين وهي  المؤسسة الكبيرة والهيئة الإسلامية الجامعة ويموت المؤسس ويموت الشخص ويموت من يعمل ولكن يضاف فعله الطيب للمؤسسة فتقوى وها نحن نرى آثار هذا العمل المؤسسي وقيمة الجهد الذي بذله من خلال هذه المؤسسة التي تنمو وتزداد قوة وتجذر وانتشار".
كما تحدث المفكر الإسلامي  أمين العام الأسبق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين  الدكتور سليم العوا عن فكر النهضة لدى الإمام البنا فقال :"الإمام الشهيد حسن البنا أحد مجددي الإسلام استطاع بدعوته السابقة أن يعيد إلى أذهان المسلمين فكرتين أساسيتين قام عليهما بناءه العظيم هما فكرة الشمولية وفكرة العالمية"
وأوضح "العوا" المقصود بالشمولية في فكر البنا بأنها أن للإسلام كلمة لكل شأن من شئون الحياة كما ذكر أن العالمية المقصود بها أن الإسلام ليس خاصاً  بمكان دون آخر ولا بزمان دون غيره.
 وأكد "العوا" في تصريحاته لـ"أخبار الحياة" أن  صدى هاتين الفكرتين كان عظيما في العالم كله حتى أنه  لم يبق بلد إلا دخلته فكرة الإسلام كما فهمها البنا وعلمها للإخوان المسلمين.
واضاف "العوا": "البنا اهتم أكبر اهتمام بإنشاء الرجال فكان عطاءه في البناء الإنساني أعظم من أي عطاء ثقافي أو فكري لا يهتم بالإنسان ولذلك بقي منهجه في التفكير والتربية ناجحا ومتبعا حتى الآن "

  
كما تحدث  المهندس مدحت الحداد ـ رئيس المكتب الإداري لجماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية ـ لـ"أخبار الحياة" عن الإمام البنا قائلاً: " في مثل هذا اليوم منَ الله سبحانه وتعالى على البشرية عامة والمسلمين بخاصة بمولد أحد أئمة الهدى ومجددي الإسلام في القرن الرابع عشر الهجري ألا وهو الإمام العالم الشيخ المجتهد القائد حسن البنا الذي نحسبه شهيداً عند الله " .
وأشار إلى أن البنا قام في صباه بأعمال لم يقم بها الشيوخ في عهده ولا في العهود اللاحقة له مؤكداً أنه كان في شبابه نموذج يحتذى لفضائل الأعمال.
وتحدث عن الأحداث التي صقلت شخصية الإمام فقال:  " كان عقب تخرجه من الجامعة حاملا هم أمة الإسلام كاملة على كتفيه فقد رأى سقوط الخلافة الإسلامية بعينيه سنة 1924 وعمل وعمد على إرجاعها مرة أخرى كما كانت على عهد سلف هذه الأمة الصالح خلافة راشدة على منهاج النبوة كما كانت في عهد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي".


وأكد الحداد أن الشهيد البنا  وضع الأسس والقواعد والمعايير التربوية والقيادية والإدارية، والاقتصادية والسياسية التي على أساسها تنهض الأمم، مشيراً إلى  أن الوسائل التي استخدمها الإمام في عهده قابلة للنقاش والتعديل كي تتناسب مع الأوضاع الحديثة والثورة التكنولوجية العارمة التي اجتاحت العالم بأسره فالقواعد لا تتغير والأسس لا تتعدل ولكن الوسائل تتغير ـ على حد قوله.

واتفق المفكر الإسلامي البارز الدكتور محمد عمارة مع سابقيه على أن الإمام البنا رحمه الله كان مجدداً من أبرز المجددين للإسلام في القرن الرابع عشر هجري.
وأضاف في تصريحاته لـ"أخبار الحياة" "البنا كان عالما أصوليا عميق النظرة وكان مجتهداً ومجددا ومرابطا على ثغور الأمة في مختلف الميادين".
وأشار "عمارة" إلى دور الإمام البنا النهضوي في تاريخ الأمة فتحدث عن إنجازه المتميز على حد وصفه والمتمثل في نقل اليقظة الإسلامية من إطار الصفوة والنخبة عندما كان أهلها في عصر  "جمال الدين الأفغاني ومحمد رشيد رضا وعبد الرحمن الكواكبي  " انتقل بها لميدان جماهير الأمة وذلك لمواجهة عموم الفجوة التي حدثت بعد إسقاط الخلافة الإسلامية سنة 1924 وانتصار الاستعمار الغربي في أغلب بلاد الإسلام ودخول العلمانية إلى عقل النخبة في البلاد الإسلامية  ـ  على حد قوله.
وأضاف "عمارة":  "كان البنا واعيا بهذا التغيير الرئيسي فواجه التحدي باستدعاء الأمة والجماهير إلى ميدان المواجهة".
وأكد "عمارة" أن "البنا " كان ربانياً مباركاً البذرة التي  بذرها والغرس الذي غرسه سنة 1928  مضيفاً :"فبارك الله فيه حتى أننا لا نجد مدينة بهذا العالم الذي  نعيش فيه إلا وفيها فروع وأوراق مثمرة بهذا الغرس الذي غرسه الإمام على حين أن الكثير من البذور والأشجار التي وضعت في نفس الوقت  لم يعد لها أثر ولا وجود إنها بركة النية والإخلاص لله ولرسوله ولدينه ولأمته التي تجسدت في هذا الإمام عليه رحمة الله".
واعتبر "عمارة" أن فكر "البنا" مثله مثل أي فكر به الثوابت التي تدوم وبه المتغيرات التي تتعلق بالظرف الزمني الذي قيل فيه مؤكداً أن  المعالم الأساسية لفكر البنا لا تزال قابلة للتطوير وللتحقيق.
  وقال :"لقد كان يريد تحرير الوطن الإسلامي وتوحيد أقطار العالم الإسلامي والتأكيد على وحدة الأمة الإسلامية وإعادة الإسلام منهاجا شاملا للدين والدولة والسياسة والقانون والأخلاق وكان يعمل على أن تعود للأمة الإسلامية المكانة والريادة والإمامة بين الأمم والحضارات العالمية"

وأضاف "عمارة" :"كان البنا مجاهداً في سبيل الإصلاح الاجتماعي وفي سبيل إحياء الثقافة الإسلامية وفي سبيل مواجهة تحديات التغريب والفكر المادي الغربي كل هذه مفردات ومعالم في أفقه الفكري لا تزال صالحة للتطبيق وتنتظر كتائب من المجاهدين كي يضعوها في الممارسة كي تثمر الثمرات المرجوة إن شاء الله".


هناك تعليق واحد:

قال تعالى (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))

لنحيا بالقرآن..

TvQuran