السبت، 25 سبتمبر 2010

الأسلام والسياسة....











كثير من الناس يعترض على خلط الدين بالسياسة،ويقف صارخاً ورافضاً للخلط بينهم،ويذكرنا بما حدث في العصور الوسطى ،وما قبلها من تدخل الكنيسة في سياسة الدولة بل في كل شؤنها حتى في الإكتشافات العلمية التي تدخلت فيها الكنيسة،ورفضتها مثل رفض الكنيسة القول بكروية الأرض بل، وصل الأمر بالقساوسة أن أعدموا،وسجنوا القائل بهذا لظنهم أن هذا يتعارض مع دينهم،ولكن هل الأمر نفسه في الإسلام،هل ينبغي فصل الأديان كلها عن السياسة ...

للإجابة على هذا السؤال تعالوا ننظر للحقبة الذهبية المليئة بالأكتشافات من تاريخ البشرية ،لننظر لمعنى السياسة،والحكم في الإسلام لننظر لأعظم ساسة في الإسلام،بل في الدنيا كلها ماذا قالوا ،وكيف حكموا بالإسلام..

لننظر لقول الله تعالى الذي يوضح لنا أساس هذا الحكم بل ووجوب الحكم بما أنزل الله عزوجل..:

قال تعالى :{إن الله يأمُرُكُم أن تُؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتُم بين الناس أن تحكُمُوا بالعدل إن الله نعما يعظُكُم به إن الله كان سميعًا بصيرًا * يا أيها الذين آمنُوا أطيعُوا الله وأطيعُوا الرسُول وأُولي الأمر منكُم فإن تنازعتُم في شيءٍ فرُدوهُ إلى الله والرسُول إن كُنتُم تُؤمنُون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً}

قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ] {المائدة: 8}.

فالعدل هو الأساس في الحكم،العدل هو التقوى وهو صفة الحاكم المسلم الذي يحكم بما أنزل الله

قال الله تعالى: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أُنزل إليك وما أُنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أُمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا}، ثم قال في نهاية الآيات: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما)

فشرط الإيمان هو التحاكم بشرع الله عزوجل...

قال صلى الله عليه وسلم...: (الأمام راع و هو مسؤول عن رعيته) و يقول (الأمام جنة يقاتل من ورائه و يتقى به) و يقول (ما من أحد يلي من أمر المسلمين شيئا، يموت يوم يموت و هو غاش لرعيته الا حرم الله عليه الجنة)

* أما بعد أيها الناس،فإني قد وليت عليكم ،ولست بخيركم،فإن أحسنت،فأعينوني،وإن أسأت،فقوموني الصدق أمانة،والكذب خيانة ،والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع عليه حقه إن شاء الله،والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا خذلهم الله بالذل،ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء أطيعوني ما أطعت الله،ورسوله،فإذا عصيت الله ورسوله،فلا طاعة لي عليكم قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله "أبو بكر الصديق رضي الله عنه"

*لو أن دابة عثرت في العراق لسألني الله عنها لمَ لمْ تسوِّ لها الطريق يا عمر! ... عمر بن الخطاب..

وكلنا نتذكر قصة ابن الأكرمين...التي قال فيها عمر رضي الله عنه" متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا..".

*في دولة عمر بن عبد العزيز لا نجد فقيراً واحداً يستحق الصدقة، فالكل أغنياء واحتار بيت المال كيف تنفق اموال الصدقة فلا يوجد فقراء في دولة تسير بحكم الله وشرع الله...

*عن عطاء بن أبي رباح قال: حدثتني فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز :أنها دخلت عليه فإذا هو في مصلاه، سائلة دموعه، فقالت: يا أمير المؤمنين، ألشئ حدث؟ قال: يا فاطمة إني تقلدت أمر أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، والمظلوم المقهور، والغريب المأسور، وذي العيال في أقطار الأرض، فعلمت أن ربي سيسألني عنهم، وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فخشيت أن لا تثبت لي حجة عن خصومته، فرحمت نفسي،فبكيت.

وأما عن العلم،فالله عز وجل يأمرنا في أول آية في القرآن كله به قال تعالى " أقرأ باسم ربك الذي خلق" سورة العلق "1"

تلك الصورة التي لو تأملنا آياتها لوجدناها تدعو إلى العلم وطلبه بكل أشكاله دون تفريق فنجد أن الله عزوجل في بدايتها طلب منا القراءة بأسمه، وفي نفس السورة نجده أشار إلى بداية تكون الإنسان في بطن أمه وهو العلق الذي لا يعرفه العرب،ولا غيرهم في ذلك الوقت،وفي آية أخرى يأمرنا الله عزوجل بأمر رائع يدل على أن الإسلام دين شامل دين العلم قال تعالى ..." ﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ ﴾."الرحمن"

من كان يتخيل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أننا سنصل إلى القمر ، ورغم أنني أظن أنهم لم يتخيلوا ذلك،ولكنهم جميعاً سمعوا تلك الآية التي تأمرهم بالنفاذ في أقطار السماوات والأرض...

والفرق بين المسلمين خلال العصور الوسطى

وغيرهم يوضح هذا الفيديو جانب منها



ومن الأختلافات أيضاً أن الإسلام لم يأمرنا باتباع رجل الدين،والسير وراء أهوائه،وآراءه ،فليس لرجل الدين تلك المكانه التي تمكنه من التحكم في كثير من الناس كما في الأديان الأخرى،فهو بشر وكل البشر خطائين،ولكننا نزن كلام الناس كلها الحكام ،ورجال الدين وغيرهم بشرع الله عزوجل،لا بأهواء ولا مصالح شخص أو أشخاص.....

ولننظر لتلك النظم الكثيرة التي ظهرت"الشيوعية،والرأس المالية والديمقراطية وغيرها"هل استطاعت أن تقيم نفس تأثير الإسلام على الناس ؟

هل استطاعت أن تحمي الحرية كما فعل الإسلام..؟

هل هناك دولة بدون فقراء ...

بدون محتاجين ...

دولة كل الخدمات فيها كاملة لا ينقصها شئ كما حدث في عهد عمر بن عبد العزيز...؟

ولننظر لأحكام الإسلام التي يعتبرها البعض قاسية لا يجب تنفيذها كقطع اليد للسارق ،أو حد شرب الخمر وغيرها من الأحكام...

فحد السرقة لا ينفذ إلا بشروط...فلو كان السارق فقيراً أو مديوناً أو يسكن في غير ملكه لا يقام عليه الحد ،بل إن عمر رضي الله عنه هذا الحد في عام الرمادة لعلمه بفقر الناس وجوع بعضهم،فسرقوا لحاجتهم ،،ولننظر للعقوبات المتبعة الآن مثل السجن فشارب الخمر أو المخدرات الذي يجلد الآن يسجن لفترة تصل لأكثر من عام،ولكن هل يردعه هذا هل يتوب ،تتعطل حياته لعام ،أو لأكثر،وفي كثير من الأحيان يخرج أسوأ من ذي قبل، وليس شارب الخمر فحسب ،ولكن السارق أيضاً...

ثم لماذا نلام عندما نطالببالحكم بشريعتنا،ويتم إخراج كل ما يعتقده بعض الحمقى من أنها عيوب في الشريعة،ولكنها في الحقيقة مزايا لها مقاصد،وأهداف لو تحققت لصلح المحتمع كله،ولا يتكلمون عندما يطالب اليهود بالأعتراف بدولتهم المزعومة على أنها دولة يهوديه،ولماذ أصيب كل دعاة العلمانية،وفصل الدين عن الدولة عندما تحدى شنودة حكم مجلس الدولة،ورفضه لأنه يخالف الإنجيل ،ولم نسمع صوت لأي سياسي مصري إلا القلة عندما خرج الأقباط يهتفون بأنهم لن يقبلوا أن يتم حكمهم بغير الإنجيل،هل العيب في الإسلام الذي أثبت خلال فترة طويلة من الزمن أنه الأصلح لكل عصر ولكل الأمم،والباقي صواب أم ماذا؟....

الإسلام أثبت أنه الأصلح لكل العصور،وقد حٌكمنا بكثير من القوانين الوضعية ،ولم نتحسن ،أو ننتقل لوضع أفضل من السابق،فلماذا لا نسعى لتلك الشريعة السمحاء التي تناسب كل عصر وزمان،لماذا لا نستفيد من عهد أبى بكر وعمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز والخلفاء الراشدين جميعاً...؟

لماذا لانستفيد من عهد هارون الرشيد المفترى عليه ،لماذ لا ننادي بالعودة لآيات الله وسنة نبيه كما ينادي غيرنا منافحاً ومدافعاً عن دينه الذي يحمله في قلبه كما نحمل الإسلام جميعاً في قلوبنا...

لماذا لا نقول الحق،ونصرخ قائلين أن الإسلام حقاً هو الحل لكل مشاكلنا، وأظن أننا جميعاً نعرف قول برنارد شو عن نبينا عليه السلام أنه يستطيع حل مشاكل العالم ،وهو يشرب فنجان من القهوة،وكثيراً ماننقل هذا القول لأصدقائنا ونسينا أن ماجاء به خير الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام مازال معنا في أيدينا نستطيع به أن نحل مشاكل العالم أيضاً ....

هناك 5 تعليقات:

  1. ثقافة الهزيمة.. أسكندرية ليه؟

    مصر تركز فى الدعاية و التسويق السياحى بالخارج على السياحة فى البحر الأحمر و سيناء و الرحلات النيلية من القاهرة لأسوان ، و هناك تصور خاطئ بأن الأسكندرية هى للسياحة الداخلية بالأضافة لبعض السياح العرب خاصة من ليبيا و هذا فقط فى شهور الصيف، و عندما شاهدت درجات الحرارة بمدينة الأسكندرية طوال العام فهى حتى فى شهور الشتاء تتراوح ما بين 8 و 18 درجة مئوية ، و هى تعتبر دافئة بالنسبة لسائح من أوروبا فينبغى عمل تخطيط لجذب ملايين من السياح الأجانب على مدار العام للأسكندرية، سيما أن هناك مواسم أجازات فى أوروبا و أمريكا فى الشتاء يستغلها الكثيرين للسفر و السياحة.

    الأسكندرية مدينة تاريخية و لا تقل بأى حال عن مدن اليونان و إيطاليا و هى تستحق الزيارة، الأسكندرية فقط بمفردها و بما بها من أمكانيات سياحية تحتاج فقط إلى تحسين فى البنية التحتية و زيادة الطاقة الفندقية مع التسويق الجيد ليزورها 10- 15 مليون سائح سنويا مثل دبى و سنغافورة...

    باقى المقال ضمن مقالات ثقافة الهزيمة بالرابط التالى www.ouregypt.us

    ردحذف
  2. هل هناك دولة بدون فقراء ...بدون محتاجين ؟

    نعم .. في مصر

    يمكنك النزول لأحد شوارع مدينة فيصل وستجدى ظالتك

    ردحذف
  3. نعم أختي الفاضلة
    الإسلام دين و دولة
    فلولا الدين لما توسعت دوله الإسلام في زمن عزها
    أما اليوم فنحن في انحسار يوم ان فرطنا في شرع ربنا وأخذنا بقوانين الغرب الوضعية و الله المستعان


    لك مني تحية وسلام

    ردحذف
  4. السلام عليكم
    مبرووووووك كسبتى معانا مسابقه رمضان
    نريد رقم الهاتف
    جزاكم الله خيرا

    ردحذف
  5. السلام عليكم...عمار مطاوع أتفق معك لكي لا نظلم الحكومة الموقة..وبالطبع أضيف دولة شرم الشيخ الرئاسية التي كما يبدوا أنك نسيت أمرها....حسبنا الله ونعم الوكيل....

    السلام عليكم...غريب ...جزاك الله خيراً على مرورك...نعم الحل هو الإسلام دين ودولة ولكن ليت الجميع يعيي ذلك... إن شاء الله سنرى زمن العزة مرة أخرى،ولكن يوم نعود للأسلا حقاً وليس شكلاً ...ودمت في طاعة الله

    السلام عليكم...جزاك الله خيرا
    ص على الهدية الجميلة....ودمت في طاعة الله

    ردحذف

قال تعالى (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))

لنحيا بالقرآن..

TvQuran