الأربعاء، 9 ديسمبر 2009

متى نصر الله...

















منذ فترة تسائلت هنا..عن موعد النصر الذي نحلم به...متى هو؟ولماذا تأخر..؟ ..

وجائني عدد لا بأس به من الإجابات،وإن لم يفهم الكثير السبب في هذا السؤال..

كتبت هذا السؤال لأني أردت الكلام عن هذا الأمر... عن النصر الذي ننتظره منذ مايزيد على النصف قرن.. على النصر الذي تأخر كثيراً رغم الكثير والكثير من الشهداء والدماء،وأراضي المسلمين المحتلة....

أغلب الآراء التي جائت كان ملخصها أننا لم ننصر الله عز وجل في أنفسنا وأبتعدنا عن عوامل النصر ،وبالتأكيد لم نتبع قول الله تعالى "إن تنصروا الله ينصركم وويثبت أقدامكم.." وكذلك قول الله تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" وأننا يجب أن نكون دولة العلم والإيمان...

كل التعليقات صادقة في ما يقصده أصحابها ...ولكن...

لنتكلم عن هذا الأمر بتوسع أكبر...

لنقرأ في تفسير قول الله تعالى..{ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب } (البقرة:214)

لننظر في سبب نزول هذه الآية،ولنقارن بوضعنا الحالي...

نزلت هذه الآيات في الفترة التي حاصر بها المشركون المدينة وبالتحديد في غزوة الخندق...

وضع المسلمون..هم القلة في العدد والعدة ..أجتمعت عليهم كل الدنيا، من جميع الجهات مشركي قريش، وكل أعداء الإسلام،فقد كان الهدف القضاء على أي أثرللأسلام والمسلمين

ورغم الخندق و عدم تمكن المشركين من الدخول إذا بباب بل بجزء كامل يفتح للمشركين. .ليدخلوا منه إن أرادوا أو كاد يفتح,,فهاهم اليهود بغدرهم المعهود يتفقون مع المشركين ويقطعون ومواثيقهم مع رسول الله...

فكل أهل الأرض قد أجتمعوا وتوحدوا على هؤلاء ...

وإذا بالرسول والذين آمنوا معه يقولون متى نصر الله... فقد وصل بهم الحال لأشد مايكون يصف الله عز وجل حالهم في قوله تعالى.. (إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا * هنالك ابتليَ المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً((أحزاب:10-11(

ولكن هذا هو ثمن الجنة... ثمن النصر "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا.." فهذا هو حال المؤمنين في كل الأوقات فللجنة ثمنها وللنصر طريقه وثمنه أيضاً أليست النهاية تأتي بوعد الله "ألا إن نصر الله قريب.." نعم والله إنه لقريب...

ولكن هذا القرب لابد له من طريق يوصلنا إليه فليس كلنا يستحق هذا النصر...

وهذا ما أكد الله عز وجل عليه في كتابه ،تعالوا نتأمل في بعض الآيات الأخرى..ونراجع تفسيرها مثل قول الله تعالى"ياأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" (محمد : 7 ) وردت هذه الآيات في سورة محمد وهي سورة مدنية لها أسم آخر يشير إلى أهمية هذه الآيات وكيفية تحقيقها..فهي تسمى أيضاً سورة القتال يقول عنها الشهيد سيد قطب في ظلال القرآن"القتال هوموضوعها والقتال هو العنصر البارز فيها والقتال في صورها وظلالها والقتال في جرسها وإيقاعها"..وجائت تلك الآية في بدايتها..بعد ذكر القتال مع المشركين والشهادة في سبيل الله فكأن نصرة الله تتحقق هي أيضاً بالقتال،ولكن هذا القتال ليس قتال المشركين وأعداء الأسلام فحسب...

نجد في هذه الآيات وعد الله بالنصر..ولكن هذا النصر مقرون بشرط وهو نصرة الله فلكي يتحقق هذا النصر لابد من أن ننصر الله..

ننصر الله بعدة أشياء تتحقق في نفوس المؤمنين..

ننصر الله بالتجرد له عز وجل فيصبح كل ما نحب ونهوى في سبيل الله أن نجعل موازين الحياة وقواعدها التي نحيا بها،متطابقة مع تلك الموازين والقواعد التي وضعها الله لتلك للوجود بأكمله،أو نسعى لتحقيقه..فالسعي لتحقيقها، هو نصرة لله عز وجل في الحياة الدنيا، ولكن هذا السعي ،أ, التحقيق له شرط لكي يكون نصرة لله،وهو أن يكون خالصاً لله عز وجل،و..ولنتأمل الآيات السابقة لهذه الآية الكريمة بالتحديد "والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم""4"سورة محمد.. نجد بين تلك الآية والآية التي نتحدث عنها صلة،فالشرط في الحالتين"الشهادة أو النصر" يجب ان يكون في سبيل الله،فلا جهاد ولا أستشهاد ولا نصر بالطبع إلاحين يكون الهدف ان تكون كلمة الله هي العليا وأن تهيمن شريعة الله ومنهجه على ضمائر الناس وجميع أحوالهم..

فهذا هو شرط الله على الذين ءامنوافأما شرطه لهم فهو النصر وتثبيت الأقدام وعد الله لا يخلفه فإذا تخلف فترة فهو أجل مقدر لحكمة أخرى مع التثبيت والنصر

يواصل سيد قطب حديثه في تفسير الآية الكريمة فيشير إلى لفتة خاصة في التعبير في الآية القرآنية كما أسماها هو وذلك بالتحديد في قول الله تعالى "ينصركم ويثبت أقدامكم"

يقول سيد قطب اننا عندما نقرأ هذه الآيات فإننا نفهم بأن التثبيت سابق على النصر..ولا ننكر هذه الحقيقة ولكن التثبيت هنا جاء في آخر الآية بل حتى متأخر النصر الذي في فهمنا هو سابقه،فكأن هذا التأخير يوحي إلينا بأن المقصود هو معنى آخر من معاني التثبيت..هو التثبيت على النصر وتكاليفه ..فالنصر ليس نهاية المعركة بين الكفر والإيمان وبين الحق والضلال بل له تكاليفه وآثاره على النفس وواقع الحياة..فرغم أن الكثير يثبتون على المحنة والإبتلاء،ولكن قلة هم من يثبتون على النصر والنعماء،فثبات الأمة على الحق بعد النصر منزلة خرى بعد النصر..


بالطبع هناك آية أخرى مهمة ..مهمة لأنها لو تحققت لتحقق النصر فهي تعد من أساسيات النصر لهذه الأمة ...قال الله تعالى.."إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"..


لنسعى للتغيير معاً..للتغيير نحو طريق النصر،والإتصاف بصفات هذا الجيل الذي بدأت طلائعه بالظهور...

لنكتشف معاً ماهي صفات هذا الجيل..لنأخذ من جيل الصحابة والتابعين صفات هذا الجيل،بالطبع أنتظر منكم أن تخبروني عن هذه الصفات.. ..تعليقاتكم مهمة لهذا الموضوع،لكي نحاول تطبيقه معاً فلابد من كتابته معاً اتمنى ان تشتركوا معي..ودمتم في طاعة الله...

مصدر التفسير..في ظلال القرآن...

هناك 12 تعليقًا:

  1. نعم تخلى الناس عن عوامل النصر
    وقد يكون نحن فى حالة إبتلاء
    وبالفعل النصر مقرون بالحفاظ عليه مثل طالب حصد المركز الأول فى شهر ما فى المدرسة ولم يحافظ عليه بفية الشهور...
    والتغيير للأفضل مطلوب ..
    ولكن يحيط بنا فتن كثيرة عسى الله أن يزيلها عنا ويرحمنا وألا يؤاخذنا بما فعل السفهاءمنا

    بارك الله فيكم

    ردحذف
  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جزيتى خيراً يا دودى على تدوينتك الطيبه ..
    أكيد صفاته حتكون صفات الفرد المسلم العشره ..
    سليم العقيده
    صحيح العباده
    متين الخلق
    مثقف الفكر
    حريصا على وقته
    قادر على الكسب
    قوى الجسم
    نافعا لغيره
    منظما فى شئونه
    مجاهدا لنفسه

    جعلنا الله وإياكِ منهم آمين .

    ردحذف
  3. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    نصر الله قريب جدا إن شاء الله فقد اقترب الوعد الحق .. بإذن الواحد القهار ..

    وكل المؤشرات تدل على ذلك وسأذكر منها على ما تفضلتي ..

    1- ظهور معظم علامات الساعة الصغرى.
    2- كثرة الهرج والمرج وهوه القتل بدون سبب.
    3- انتشار الأسواق والربا والفساد والقيان.
    4- التغير المناخي .. حيث بسببه ستعود جزيرة العرب أنهاراً ومرورجاً خضراء.
    5- حركات الكواكب والأفلاك، ومنها ما قاله علماء الفضاء من أن الأرض أصبحت قاب قوسين أو أدني لدورتها حول محورها، ووصلت لمرحلة ستعكس فيه هذه الدورة وبالتالي ستشرق الشمس من المغرب وليس من المشرق وهذه أول علامات الساعة الكبرى.

    وأخيراً وليس آخراً غن الله عز وجل لا يرضى بالظلم والقهر لعباده الصالحين، وحتى وإن عم الفساد في الأرض فستظل فئة مستضعة سينصرها الله نصرا مبينا.. آمين.

    بارك الله فيك ونفع الله بك الأمة الإسلامية العربية.

    ردحذف
  4. السلام عليكم
    قال الله تعالى.."إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"..
    ربما تكون هذه الاية
    هي الطريق للنصر
    نحتاج لنغير من انفسنا
    وتفكيرنا
    وسلبيتنا
    وضعفنا
    وهواننا
    تحياتــــــــــــي

    ردحذف
  5. نصر الله يأتي لمن ينصر الله يا فتاتي ...فهذا قول الله عز وجل في كتابه الكريم ...ليتنا ننصر الله فينصرنا جميعا ويثبت أقدامنا...بارك الله فيكي

    ردحذف
  6. السلام عليكم ورحمة الله..د:إبراهيم..
    جزاك الله على إشتراكك في التعليق وأدعو الله أن يستجيب دعائك ودمت في طاعة الله

    ردحذف
  7. حياتي نغم..
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وجزاك الله كل خير على تعليقك الرائع..وأتفق معكي على أن صفات جيل النصر يجب أن يكون بينها صفات المسلم العشر ولكن الصفات التي أقصدها هي صفات وصف بها هذا الجيل بالطبع ربما نستطيع ان نعتبر الكثير من صفات المسلم منها وبعضها ناتج عن تحقق تلك الصفات على العموم جزاكي الله خيراً وللعلم فقد أضاف تعليقك إلى ما أنوي الكتابة عنه بالتأكيد فجزاكي الله ألف خير ودمتي في طاعة الله
    الشجرة الأم ..
    جزاك الله خيراً على مرورك وتعليقك وإضافتك..وحقاً أقتربت الساعة ودل على ذلك ظهور علاماتها الصغرى كلها، وقد وعدنا الله بالنصرعلى أعداء الأسلام فبالتأكيد هذاالنصر سيسبق الساعةوهو قريب بإذن الله..

    ردحذف
  8. سمسم\سما...
    نعم أتفق معكي في ان هذه الآية هي طريقنا للنصر ولكن..أي تغيير هذا الذي ننشده..ماهي الصفات التي يجب أن نحملها ونغرسها في أنفسنا لنصبح من جيل هذا التغيير،ذكرتي أماكن التغيير ..النفس والفكر والسلبية والضعف والهوان ..ولكن ما سبيلنا ما الصفات لاتي نستطيع من خلالها أن نجعل هذا التغيير أمراً حقيقياً..جزاكي الله ألف خير على إضافتك وانتظر المزيد بإذن الله
    كلمات من نور ..جزاكي الله خيراً على مرورك..ونعم نصرا لله لمن ينصر الله.. أدعوا الله أن يجعلنا من جيل النصر الذي أبحث عن صفاته وأحاول جمعها

    ردحذف
  9. السلام عليكم
    اللهم انصر الاسلام والمسلمينم وارفع رايه الحق والدين
    اللهم استعملنا ولا تستبدلنا
    دمتى فى رعايه الله

    ردحذف
  10. أحسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لايفتنون

    ردحذف
  11. شكرا على الرابط المفيد التى وضعتيه بآخر المدونة
    http://ta3leem-khaled.blogspot.com/
    أختك sonnet

    ردحذف
  12. و أهديك هذا الرابط
    http://shayunbiqalbi.blogspot.com/2009/12/blog-post_12.html

    ردحذف

قال تعالى (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))

لنحيا بالقرآن..

TvQuran