الجمعة، 13 ديسمبر 2013

العالم الرباني "عبد القادر ملا" يخاطب العالم قبل "إعدامه": تكريم وشرف من الله عز وجل أن يسر لي أن أموت موتة الشهداء.. وحياتي فداء للحركة الإسلامية

الصورة للشهيد الملا عقب إصدار حكم بالحبس مدى الحياة عليه


إنني لم ولن أطلب عفواً رئاسياً من أحد ، فلا أحد في هذا الكون يستطيع أن يتحكم في حياة أو موت أحد ، فالله سبحانه وتعالى هو وحده يقرر طبيعة موت عباده ، فالحكم لن ينفذ بقرار أحد , وإنما سينفذ بقرار رب العالمين ، وأنا مؤمن بقضاء الله وقدره ، وقد قدمت حياتي فداء للحركة الإسلامية والله على ما اقوله شهيد " !! :"(
بتلك الكلمات انتهت سيرة حياة مجهولة عن أغلبنا ولكنها سطرت صفحات من نور في تاريخ الأمة الإسلامية الذي يبدوا انه قرر في عصرنا الحديث ان يكتب بدماء الأطهار، انتهت سيرة حياة عبد القادر ملا رئيس الجماعة الإسلامية ببنجلاديش على يد حكومة علمانية سعت لإعدامه بحكم سياسي كان من الممكن أن يسقط برسالة صغيرة يطلب فيها عفوًا رئاسيًا ولكن الأصبع التي ترفع خمس مرات يوميًا بشهادة التوحيد تأبى أن تكتب استعطافا من الظالمين، فليس لمن سار على طريق الحق إلا أن يحيا عزيزًا أو يموت شهيدَا فكلاهما عزة ونصر ليست إلا للمؤمن.
الحكم على عبد القادر ملا هو حكم سياسي بامتياز قوبل  برفض دولي وإسلامي وإدانات عالمية فهو صادر عن محكمة استثنائية تم تشكيلها من أجل محاكمة قادة الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، والتي تتمتع بشعبية كبيرة هناك، ولم يكن هذا أول حكم يحصل عليه الزعيم الإسلامي ورفاقه بل سبقه عدد أحكام بينها حكم بالحبس مدى الحياة.
ويحاكم "ملا" على ما يسمى بجرام حرب حيث أدعى النظام العلماني القائم هناك أن الجماعة الإسلامية تعاونت عام 1971 مع باكستان اثناء حرب الاستقلال والتي راح ضحيتها 3 مليون شخص وفقًا للإحصاءات الرسمية، أما الحقائق حول تلك الحرب دون تدليس العلمانيين المدعومين غربيًا فهي وفاة ما يقارب 30 ألف شخص أغلبهم من البنغلادشيين الرافضين للتدخل الهندي السوفييتي في بنغلاديش حينذاك، والمتمثل في المسؤولين تلك المحاكمات الصورية الآن.
تمت محاكمة "ملا" رحمه الله  على ست تهم تصف بأنها جرائم حرب بعد ما يقارب من 36 عامًا على حرب الاستقلال ويتهم البنغلادشيين الحكومة الحالية بأنها تهم سياسية انتقاما من  تحالف الإسلاميين المستمر ضدهم والذي حرمهم من الوصول للحكم لفترات طويلة.

وقامت السلطات البنغلادشية بإخطار عائلة "ملا"  باللقاء معه بشكل مفاجيء مساء أمس الخميس  وهو ما أثار استغرابه وتأكده بأن شهادته قد حانت فحمل أهله رسالة لهم وللعالم أجمع قال فيها :" وإذا قامت الحكومة بقتلي بطريقة غيرشرعية وغير قانونية فإنني سأموت موتة الشهداء ، حيث أن الله سبحانه وتعالى سيكون وليكم بعد استشهادي ، فهو خير حافظًا وخير ولي ، ولهذا لا داعي للقلق، فأنا بريء تماما من جميع التهم التي وجهت إليّ ، مؤكدا بأنني وبسبب ارتباطي بالحركة الإسلامية في هذه الدولة تقوم الحكومة بقتلي، فليس كل واحد منا يستطيع أن يفوز بالشهادة ، وهذا تكريم وشرف من الله عز وجل أن يسر لي أن أموت موتة الشهداء ، وهوما سيكون من أعظم ما اكتسبته في حياتي فالشهيد هو الذي يتذوق حلاوة شهد لا يشعر بها سواه ، وكل قطرة من دمي سيعجل من سقوط الظالم المستبد وسيزيد الحركة الإسلامية قوة ونشاطا ، فأنا لست قلقا على نفسي بقدر ما انا قلق على مستقبل هذه الدولة والحركة الإسلامية والصحوة الإسلامية في هذا البلد ، وقد قدمت حياتي فداء للحركة الإسلامية والله على ما اقوله شهيد.
إنني لم ولن أطلب عفواً رئاسياً من أحد ، فلا أحد في هذا الكون يستطيع أن يتحكم في حياة أو موت أحد ، فالله سبحانه وتعالى هو وحده يقرر طبيعة موت عباده ، فالحكم لن ينفذ بقرار أحد , وإنما سينفذ بقرار رب العالمين ، وأنا مؤمن بقضاء الله وقدره ، وقد قدمت حياتي فداء للحركة الإسلامية والله على ما اقوله شهيد " !! :"(

تم إعدام "الملا" أمس الخميس في تمام الساعة الواحدة عند منتصف الليل لتنتهي حياة مناضل أعادة لأذهان أمتنا نضال المجاهد سيد قطب والذي تطابقت شهادته وكلماته إلى حد كبير مع نضال الزعيم الملا فكما رفض هذا كتابة رسالة يطلب العفو الرئاسي رفض "قطب" كتابة رسالة اعتذار للطاغية عبد الناصر، وكلاهما أعلنها للأمة الإسلامية أنهما ما قتلا إلا من أجل لا إله إلا الله، وكما سطر "قطب" بكلماته صفحات في التاريخ لن تنطفيء فها هي كلمات "ملا" تنضم لمثيلاتها في لتكون من شهود نهضتنا وراسمي خطاها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قال تعالى (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))

لنحيا بالقرآن..

TvQuran